الجواب: أن يسوع المسيح يدعي أبن الله لأنه من الله. والمسيح واحد مع الله الآب في آلوهيتة ولكنه أيضاً أقنوم من الثالوث الأقدس.
رب واحد واله واحد
نجد أن كل من المسلمون، المسيحيون، واليهود يتفقون علي أن هناك اله واحد حقيقي. وهذا أيضاً ما قام يسوع المسيح بتعليمه. وعندما سئل المسيح عن أعظم الوصايا، قال : “أولي الوصايا جميعاً هي: أسمع يا اسرائيل، الرب الهنا رب واحد – فأحب الرب الهك، بكل قلبك، وبكل نفسك وبكل فكرك وبكل قوتك. هذه هي الوصية الأولي” (مرقس 29:12-30).
ولقد علم الرسول بولس، قائد الكنيسة الأولي عن وحدانية الله: “ففيما يخص الأكل من ذبائح الأصنام، نحن نعلم أن الصنم ليس باله موجود في الكون، وأنه لا وجود الا لأله واحد. حتي لو كانت الآلهة المزعومة موجودة في السماء أو علي الأرض – وما أكثر تلك الألهة والأرباب! فليس عندنا نحن الا اله واحد هو الآب الذي منه كل شيء، ونحن له، ورب واحد هو يسوع المسيح الذي به كل شيء ونحن له، ورب واحد هو يسوع المسيح الذي به كل شيء ونحن به” (كورنثوس الأولي 4:8-6).
وكأتباع للمسيح، لقد أطلق المسيحيون لقب “الله” لمن قال المسيح عليه “أبي وأبيكم” (يوحنا 17:20) ولقب “الرب” ليسوع المسيح والذي يشير الي السيادة والآلوهية.
أبن الله
ان المسيحيون فقط هم الذين يؤمنون بأن يسوع المسيح ابن الله. وتأكد أن الكتاب المقدس (الذي تم الأثناء عليه في القرآن الكريم في سورة النساء 136) لا يعلمنا انه كان هناك علاقة بشرية بين العذراء مريم والله. فهذه فكرة مرفوضة من قبل المسيحيون والمسلمون علي حد سواء. فالمسيح كأبن لله هو تعبير عن علاقة المسيح بالله وهذه العلاقة توضح آلوهية الله الآب والمسيح يسوع. وعند ميلاد المسيح قال الملاك للسيدة العذراء: ” سلام، أيتها المنعم عليها! الرب معك: مباركة أنت بين النساء”. فاضطربت لكلام الملاك، وساءلت نفسها: “ما عسي أن تكون هذه التحية!” فقال لها الملاك: “لا تخافي يا مريم، فاءنك قد نلت نعمة عند الله! وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً، وتسمينه يسوع. انه يكون عظيماً، وابن العلي يدعي، ويمنحه الرب الاله عرش داوود أبيه، فيملك علي بيت يعقوب الي الأبد، ولن يكون لملكه نهاية” (لوقا 26:1-35).
وقبل ذلك تكلم الله للأنسان من خلال أنبيائه: “انه ضياء مجد الله وصورة جوهره. بكلمة قدرته، يحفظ كل ما في الكون. وهو الذي بعد ما طهرنا بنفسه من خطايانا، جلس في الأعالي عن يمين الله العظيم. وهكذا أخذ مكاناً أعظم من الملائكة، بما أن الأسم الذي ورثه متفوق جداً علي أسماء الملائكة جميعاً!” (عبرانيين 1:1-3).
هذا المسيح الذي جاء ليطهرنا من الخطيئة، هو نفسه الله ولكنه تجسد في صورة انسان. ولقد كان الوسيلة التي استخدمها الله (يوحنا 1). وهو يشترك في طبيعة الله، ولذا فأن المسيح واحد في آلوهيته مع الله.
ومن المؤكد أنه من الصعب استيعاب معتقد أن يسوع المسيح هونفسه الله، ولكن ذلك هو ما يعلمنا الكتاب المقدس اياه. فمن نحن لنحد الله بمقدار مفهوميتنا؟ الله أظهر نفسه لنا في الثالوث الأقدس: الآب، والأبن، والروح القدس.
شهادة الأنسان بآلوهية المسيح
هل المسيح بالحقيقة ابن الله؟ عندما أختبر الناس معجزاته، وتعليمه، وموته، وقيامته، آمنوا وشهدوا بأنه الله: “ونحن أنفسنا نشهد أن الآب قد أرسل الابن مخلصاً للعالم، لأننا رأيناه بعيوننا. من يعترف بأن يسوع هو ابن الله، فان الله يثبت فيه، وهو يثبت في الله” (يوحنا الأولي 14:4-15).
ولقد شهد أتباع المسيح بعد تهدئة العاصفة: “وما ان صعدا الي القارب، حتي سكنت الريح. فتقدم الذين في القارب، وسجدوا له قائلين: “أنت حقاً ابن الله!”(متي 32:14-33).
بطرس، تلميذ يسوع، شهد قائلاً: “ولما وصل يسوع الي نواحي قيصرية فيليبس، سأل تلاميذه: من يقول الناس اني أنا، ابن الأنسان؟ فأجابوه: يقول بعضهم أنك يوحنا المعمدان، وغيرهم انك النبي ايليا، وآخرون أنك ارميا، أو واحد من الأنبياء. فسألهم: وأنتم من تقولون اني أنا؟ فأجاب سمعان بطرس قائلاً: أنت هو المسيح ابن الله الحي! فقال له يسوع: طوبي لك يا سمعان بن يونا. فما أعلن لك هذا لحم ودم، بل أبي الذي في السموات” (متي 13:16-17).
ولقد شهدت امرأة كالآتي: “فرد يسوع: أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي وان مات فسيحيا. ومن كان حياً وآمن بي فلن يموت الي الآبد. أتؤمنين بهذا؟ أجابته: نعم يا سيد، أنا قد آمنت أنك أنت المسيح أبن الله الذي جاء الي العالم!” (يوحنا 25:11-27).
وأيضاً شهد الجنود القائمون بحراسة قبر المسيح بعد صلبه : “وأما قائد المئة، وجنوده الذين كانوا يتولون حراسة يسوع، فقد استولي عليهم خوف شديد حينما رأوا الزلزال وكل ما جري، فقالوا: حقاً كان هذا أبن الله” (متي 54:27).
وآخيراً شهد توما بعدما أقام الله المسيح من بين الأموات: “ولكن توما، أحد التلاميذ الأثني عشر، وهو المعروف بالتوأم، لم يكن مع التلاميذ، حين حضر يسوع. فقال له التلاميذ الآخرون: أننا رأينا الرب!، فأجاب: ان كنت لا أري أثر المسامير في يديه وأضع اصبعي في مكان المسامير، وأضع يدي في جنبه، فلا أؤمن! وبعد ثمانية أيام، اذ كان تلاميذه مجتمعين ثانية داخل البيت وتوما معهم، حضر يسوع والأبواب مغلقة، ووقف في الوسط وقال: سلام لكم! ثم قال لتوما: هات اصبعك الي هنا، وانظر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي. ولا تكن غير مؤمن بل كن مؤمناً! فهتف توما: ربي والهي. فقال له يسوع: لأنك رأيتني آمنت؟ طوبي للذين يؤمنون دون أن يروا. وقد أجري يسوع أمام تلاميذه آيات أخري كثيرة لم تدون في الكتاب. وأما هذه الآيات فقد دونت لتؤمنوا بأن يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم حياة بأسمه اذ تؤمنون” (يوحنا 24:20-31).
شهادة المسيح نفسه
عندما تآمر بعض اليهود علي قتل يسوع، أعلن المسيح الآتي: “لهذا ازداد سعي اليهود الي قتله، ليس فقط لأنه خالف سنة السبت، بل أيضاً لأنه قال ان الله أبوه، مساوياً نفسه بالله. فقال لهم يسوع: الحق الحق أقول لكم أن الأبن لا يقدر أن يفعل شيئاً من تلقاء نفسه، بل يفعل ما يري الآب يفعله. فكل ما يعمله الآب، يعمله الأبن كذلك، لأن الرب يحب الابن، ويريه جميع ما يفعله، وسيريه أيضاً أعمالاً أعظم من هذا العمل، فتدهشون. فكما يقيم الآب الموتي ويحييهم، كذلك يحيي الابن من يشاء. والآب لا يحاكم أحداً، بل أعطي الأبن سلطة القضاء كلها. ليكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب. ومن لا يكرم الابن لا يكرم الآب الذي أرسله. الحق الحق أقول لكم ان من يسمع كلامي ويؤمن بالذي ارسلني تكون له الحياة الأبدية. ولا يحاكم في اليوم الأخير، لأنه قد انتقل من الموت الي الحياة” (يوحنا 18:5-24).
وفي أثناء محاكمة المسيح: “فعاد رئيس الكنهة يسأله، فقال: أأنت المسيح ابن المبارك؟ فقال يسوع: أنا هو وسوف ترون ابن الانسان جالساً عن يمين القدرة، ثم آتياً علي سحب السماء!” (مرقس 61:14-62).
شهادة الله الآب
قال الله أثناء معمودية المسيح: “واذا صوت من السماوات يقول: هذا هو ابني الحبيب، الذي به سررت كل سرور!…. وانطلق صوت من السحابة يقول: هذا هو ابني الذي اخترته. له اسمعوا!” (متي 17:3 ولوقا 35:9).
شهادة الله حق: “ان كنا نصدق الشهادة التي يقدمها الناس، فالشهادة التي يقدمها الله الأعظم، لأنها شهادة الهية شهد الله بها لأبنه. فمن يؤمن بابن الله، يثق في قلبه بصحه هذه الشهادة. أما من لايصدق الله، اذ يرفض تصديق الشهادة التي شهد بها لأبنه، فهو يتهم الله بالكذب. وهذه الشهادة هي أن الله أعطانا حياة أبدية، وأن هذه الحياة هي في ابنه. فمن كان له ابن الله كانت له الحياة. ومن لم يكن له ابن الله، لم تكن له الحياة!” (يوحنا الأولي 9:5-13).
دين أم علاقة
بالرغم من أن الجنس البشري يتكون من أمم وأجناس مختلفة تتحدث لغات مختلفة وتتبع أديان عديدة، فكلنا نشترك في احتياج واحد. أحتياجنا هو الي أن : نتعرف علي خالقنا. وان اعتمدت معرفتنا به علي بحث الأنسان وتجاربه، لوجب علينا أجابة أسئلة مثل، “ان كان الله واحد، كيف يكون المسيح ابنه؟” ولكن لأن معرفتنا بالمسيح هي من خلال ما أظهره هو لنا، فايماننا يأتي بما هو موجود في كلمته، الكتاب المقدس. ونجد أن الكتاب المقدس يوضح لنا أن الثقة بما بينه الله لنا واطاعة حقه يسمي بالأيمان.
من المؤكد أننا سنواجة أسئلة كثيرة بلا اجابات حتي نهاية حياتنا. ولكن يجب ألا نسمح بأن تنتهي حياتنا علي الأرض من غير أن نطلب خلاص الله من خلال الأيمان بأبنه يسوع. فقبل أن يأتي المسيح الي الأرض، كان الله الآب. ولقد أرسل الله أبنه مولود من عذراء. ولقد عاش المسيح كالله المتجسد حياة كاملة.
لم يستحق المسيح العقاب الواجب علي الخطيئة: أي الأنفصال الأبدي عن الله بالموت. ولكنه بموته علي الصليب وبقيامته من بين الأموات، دفع ثمن الخطيئة وكسر سلطانها علي الذين يؤمنون به.
الله يدعو الخطاة لأن يبتعدوا عن طرقهم وأن يلتفتوا الي المسيح يسوع بتوبة وايمان. “لأنه هكذا أحب الله العالم حتي بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. فان الله لم يرسل ابنه للعالم ليدين العالم، بل ليخلص العالم به. فالذي يؤمن به لا يدان، أما الذي لا يؤمن به فقد صدر عليه حكم الدينونة، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد” (يوحنا 16:3-18).
آمن بأبن الله اليوم، وثق أن المسيح قادر علي فدائك من العقاب وسلطان الخطيئة بل وأنه قادر علي منحك الحياة الأبدية في السماء.
http://www.gotquestions.org/Arabic/Arabic-God-have-son.html